-A +A
محمد داوود - جدة
أكد الدكتور أيمن بدر كريم استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم ومدير مركز اضطرابات النوم في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في جدة أن ما يقارب ( 12 % ) من الناس يعانون من الشعور بالنعاس بدرجة كبيرة خلال ساعات النهار مما يترتب عليه ضعف إنتاجهم، وعدم قدرتهم على مواجهة متطلبات حياتـهم، وأوضح في حوار أن الدراسات الطبية أثبتت أن النعاس نـهارا يؤدي إلـى " الإحـراج، والتوتـر، وتدنـي مستوى التحصيل العلمي والإنتاج الوظيفي.. وفيما يلي نص الحوار :
- بداية ماهي أسباب النعاس النهاري وانقطاع التنفس أثناء النوم ؟

** الأسباب كثيرة وأعني بذلك العوامل السلوكية والعضوية المختلفة وهي تتعلق باضطراب في طبيعة النوم وعدد ساعاته ليلا على حد سواء، وهـما عاملان مهمان في إحداث النعاس النهاري، فهذه الاضطرابات يتطلب الكشف عنها وقتا وجهدا للوقوف على جميع الأسباب المتداخلة، بغية وصف العلاج المناسب لكل حالة على حدة، فعلى سبيل المثال يمكن تشخيص انقطاع التنفس أثناء النوم، بوصفه أحد الأسباب الرئيسة لفرط النعاس والنوم أثناء النهار، عن طريق معرفة التاريخ الـمرضي بدقة، ومن ثم إجراء فحص لطبيعة النوم عند الأشخاص البالغين، الذين يعانون من عوامل الخطر: زيادة الوزن، والشخير ونوبات الاختناق أثناء الليل والتململ خلال النوم، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، وتقدم العمر.
- ولكن ماهي أكثر الأسباب انتشارا لمشكلة النعاس المفرط أثناء النهار ؟


** بدون شك يعد الحرمان المزمن من النوم الجيد، الذي يعانـي منه ( 37 % ) من أفراد المجتمع الأمريكي، أكثر أسباب النعاس المفرط أثناء النهار انتشارا، نتيجة لاختزال الإنسان عدد ساعات نومه التي يحتاجها أثناء الليل.
- هل يندرج ذلك تحت الأسباب السلوكية لهذه المشكلة ؟

** نعم، فالسهر المفرط، والإكثار من تناول المنبهات، والتدخين، وارتباط الإنسان في المجتمعات المعاصرة بعدد من الأنماط الترفيهية (الإنترنت والتلفاز)، والمهام العملية، والاجتماعية أثناء الليل، كل ذلك من أهم أسباب الأرق والحرمان من النوم الجيد، ومن ثم فرط النعاس أثناء النهار. ثم تأتـي بعد ذلك نقطة مهمة وهي: إهمال راحة جسد الإنسان، وعدم كفاية الساعات المناسبة للنوم أثناء الليل، التي تتراوح بين ( 7 ) و ( 8) ساعات للفرد البالغ.
- وماذا عن متلازمة الساقين غير المستقرة حيث إن أطباء اضطرابات النوم يعدونها أحد الأسباب ؟

** نعم ، فمتلازمة الساقين غير المستقرة، هي أحد الأسباب الخفية المؤدية لفرط النعاس أثناء النهار، جراء الأرق المزمن، والشعور المزعج الذي يصيب الساقين عند الخلود للنوم، مما يؤدي إلـى استمرار تحريكهما بغية التخلص من هذا الشعور، وكثرة التنبه والاستيقاظ أثناء الليل.
- إذا الأمر يحتاج إلى قياس درجة النعاس أثناء النهار؟

* نعم ، ويتم ذلك من خلال قيام طبيب اضطرابات النوم، بعرض استبيان اسمه " إبوورث " يجيب عليه المريض من خلال أسئلة واقعية، وترمز إلـى نقاط تراكمية، تحدد مدى نعاسه في بعض المواقف مثل: الجلوس بـهدوء بعد تناول طعام الغداء، ولدى التحدث إلـى شخص آخر، وأثناء الجلوس لسماع محاضرة، وأثناء قيادة السيارة مسافات طويلة، وغيرها.
- هناك أفراد يعملون بالتناوب أثناء الليل، هل هؤلاء عرضة للنعاس أثناء النهار ؟

** اهتم طب اضطرابات النوم بأولئك الذين يعملون في ورديات مناوبة. هؤلاء يتعرض معظمهم إلـى الحرمان المزمن من النوم، ومن ثم زيادة النعاس، والإرهاق بسبب اختلال ساعات نومهم واستيقاظهم، واضطراب الساعة الحيوية الداخلية لديهم، وهذا يمثل عامل ضغط صحي، واجتماعي، ونفسي كبير عليهم، ويزيد من احتمال تعرضهم لعدوى الجهاز التنفسي وخطر حوادث السير.
- نسمع عن مرض نوبات النوم، فما هو وكيف يتم تشخيصه ؟

** في بعض حالات النوم المفرط أثناء النهار، يجب على طبيب اضطرابات النوم التأكد من عدم الإصابة بمرض النوم القهري، الذي يظهر في أعراض نوبات النوم المفاجئة والقهرية، وضعف العضلات الشديد عند التعرض للإثارة القوية مثل: الضحك المفرط، والرعب. وهذا المرض المحدد، يصيب صغار السن ومتوسطي الأعمار بصورة أساسية، ويتم تشخيصه بدقة بعد اختبار النوم أثناء الليل، وإجراء فحص الغفوات المتعددة أثناء النهار، وذلك في مختبر فحص النوم.
- إذا ففرط النعاس أثناء النهار له أهمية صحية واجتماعية؟

* نعم، بدون شك، لكن خطره يتأكد عند سائقي الشاحنات، والعاملين في مهن تتطلب تركيزا ذهنيا وانتباها شديدا مثل: الأطباء، والجراحين، والطيارين، ومشغلي الآلات الثقيلة وغيرهم. في هذه الحالة يجب تشخيص وعلاج الأسباب دون تأخير، نظرا لخطورة الإصابة بحوادث سير وعمل.
- الأشخاص الذين يعانون من فرط النعاس أثناء النهار، هل يحتاجون للتدخل الطبي؟

** فرط النعاس أثناء النهار ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، وأن تعالج أسبابه المتعددة بمهنية عالية، لما يسببه من: اضطرابات في المزاج، واختلال في الذهن، وأخطار صحية واجتماعية ونفسية، وبخاصة في وجود أمراض مزمنة كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وقصور عضلة القلب.